السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
عيد سول : أمل جديد في العام الجديد
اليوم هو السادس والعشرون من يناير ، الذي يوافق اليوم الأول من السنة القمرية الجديدة في كوريا ، وهو اليوم الذي يعد من أكبر الأعياد الكورية التقليدية في كوريا ، ويسمى بعيد "سول".
وكلمة "سول" مشتقة من التعبير : "نات سول دا" الذي يعني : الشيء الجديد أو الغريب أو غير العادي.
ومن ثم ، فإن "سول" تعني حرفيا الاحتفال بعام جديد غير عادي أو غير مسبوق ،
وليس هذا معناه استقبال عام غير محدد الهوية ، وإنما معناه استقبال وعَيْش عام له نظام جديد ومختلف ، وبهذا المفهوم ، فإنه يتضمن توخي الحكمة واليقظة في السلوك .
ومن الجدير بالذكر أيضا هنا أن الكوريين يعتقدون أن الحظ السعيد خلال العام كله يعتمد على ما سيحدث خلال اليوم الأول منه .
ولذلك يحاول الكوريون في اليوم الأول من السنة القمرية طرد الشر ، وجلب الخيرات والحظ والفأل الحسن ، من خلال الحفاظ على السلوك القويم في أول أيام العام. ورغم أن عيد سول مناسبة سنوية ، إلا أنها في هذا العام لها معانٍ ودلالات كبيرة ومهمة لدى الكوريين ،
حيث يتوقع أن يعاني بلدهم خلال العام الجديد من مشاكل متعددة ، من بينها الأزمة الاقتصادية ، والمصادمات الاجتماعية وغيرها. ومن ثم فإن هذا الاحتفال التقليدي ببدء عام جديد يعد فرصة لشحن طاقات الأمل لدى الشعب الكوري ، من أجل التغلب على الصعوبات التي يتوقعون مواجهتها خلال أيام السنة. ويشار هنا إلى أن إجازة عيد سول تمتد غالبا ثلاثة أيام ، يقوم خلالها الكوريون بزيارة مساقط رؤوسهم في القرى والمقاطعات لرؤية أقاربهم وعائلاتهم وأصدقائهم ، ثم يعودون إلى بيوتهم مجددا من أجل الانطلاق في بداية جديدة مفعمة بالنشاط والحيوية بعد انتهاء الإجازة.
وتتجمع العائلات الكورية في هذه المناسبة من أجل أداء ما يعرف بطقوس الأجداد ، المعروفة بـ"شاريا" باللغة الكورية.
ويقوم الأبناء بالركوع أمام آبائهم وأجدادهم بالشكل التقليدي ، لإظهار الاحترام والإعراب عن التمنيات بعام سعيد.
كما يرتدي الناس ملابس جديدة تم إعدادها خصيصا للعيد ، في دلالة قوية على الاهتمام بهذا اليوم المميز. ويعد عيد سول أيضا فرصة لنسيان كل الذكريات الأليمة في العام الماضي والإقلاع عن كل الأخطاء التي تم ارتكابها ، ومن ثم البدء مرة أخرى بداية جديدة ، وفتح صفحة بيضاء في الحياة. والواقع أن العام الجديد يأتي وسط أنباء محبطة ، منها التوقعات بالنمو السلبي للاقتصاد الكوري ، بينما الشركات مجبرة على إعادة الهيكلة ومن ثم يفقد الكثيرون وظائفهم ، أما أصحاب الأعمال الحرة فيواجهون المزيد من الصعوبات والضغوط. والأسوأ من كل ذلك تلك الاحتكاكات الاجتماعية الخطيرة ، بالإضافة إلى الجمود التام الذي أصاب العلاقات بين الكوريتين ، والذي لا يبدو أن له نهاية قريبة. لذلك يبدو أن الوقت الحالي
هو وقت الحاجة الملحة لأمل جديد ، وعيد سول يمكن أن يعطي الشعب الكوري مثل ذلك الأمل المرجو.
المصدر:KBSW